( بقلم جهاد عبده ) الحب وحده لا يكفي

جهاد عبده



الحب هو أساس العلاقات الناجحة ومن دونه لا أحد يعيش بسعادة أو لنقل بأقل ما يمكن من تعاسة هذا إذا اعتبرنا السعيد في حياته سعيدا وقبلنا بأن تعيس في حياته تعيسا واستطعنا أن نفرز السعداء عن التعساء !.


لكن الحب وحده لا يكفي لتستمر علاقة ما مهما كان الطرفان زوجين حبيبين أو شريكي مشروع مثمر آخر والأمثلة أمامنا كثيرة وفي ازدياد مضطرد.‏

فحين يشعر أحد الأطراف بأنه يقدم للآخر كثيرا دون مقابل أو أنه مخدوع أو أنه ضحية مشاعره الدافئة أو حماقته التي لن يغفر لنفسه عليها وينسحب مبتعدا, يتساءل الطرف الآخر عن سلوكه المفاجئ ويستغرب تصرفه الأحمق ويستهجنه بل ويتهمه بأشد وأقسى الأحكام الجائرة ويحكم عليه كالعادة بالموت البطيء!.‏

وهذا ما يحصل بالفعل فحين يبتعد أحد الشريكين يبتعد لأن هذا الحب الذي يمنحه إياه شريكه ليس هو الحب المطلوب حتى وإن رصف له البحار بأسرها الأبيض والأحمر والأسود وكل الخلجان والمحيطات والبحيرات والأنهار تعبيرا خاطئا وصادقا عن التمسك بحبه وولائه للمحبوب!.‏

والغريب في الأمر أن كلا منا رغم ثقافته وشهاداته ومشاهداته والكم المعرفي الذي(ينتعه) بين كتفيه يفهم الحب بطريقته هو أو بطريقة أهله أو بطريقة أصدقائه في الحي أو في العمل أو أي مكان آخر لا على التعيين وليس كما يطلب منه الشريك الذي هو صاحب العلاقة الأساسي في موضوعنا الشائك وتبقى الأمور عالقة وتتجه الأمور من سيئ إلى أسوأ ونسأل الذين يبدون ناجحين في الحب كيف نتصرف ونسأل أولئك الذين بدوا لنا فاشلين في الحب أيضا كيف نتصرف ?ويبقى الطرف الوحيد المهمش في هذه المعادلة هو شريكنا الذي يكن لنا أصدق المشاعر ينتظر منا أن نبادله الشيء ذاته